العناصر
1-العيد يجسد في نفوس المسلمين معنى التضحية
2-حاجة المة إلي التضحية .
3- التضحية بالنفس .
4- التضحية بالمال .
1-العيد يجسد في نفوس المسلمين معنى التضحية
2-حاجة المة إلي التضحية .
3- التضحية بالنفس .
4- التضحية بالمال .
-العيد يجسد في نفوس المسلمين التضحية
ها هو إبراهيم خليل الرحمن ومجتباة يذكر القرآن العظيم ثورته علي الجهل والخرافات وعلي الظلم والاستبداد مضحياً بنفسه وباذلاً حياته من اجل نشر رسالة اله وإحياء أنته فيقد إلي النيران والجحيم ليكون طعمه لها ووقودا تنكيلا به وانتقاماً وبينما نبي الله في هوية المنجنيق إلي النار إذا بملاك الله جبريل يعرض له فاحصا إيمانه ويقينه فيقول له يا إبراهيم هل لك من حاجه فيقول سيدنا إبراهيم اما إليك فلا فيقول جبريل : سل ربك فيجيبه إبراهيم : حسبي من سؤالي علمه بحالي ، فإذا بالنداء الإلهي قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً علي إبراهيم ويطلب الله إلي إبراهيم ذبح ولده والتضحية به ليعلم الناس أن المؤمن الحق من قطع عن قلبه كل علاقة له بغير ربه ، فما كان من إبراهيم إلا الطاعة والامتثال وما كان من الله إلا الشكر والثناء وتقدير البذل والفداء : قال تعالي فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين .
أيها الأخوة : ولما نبتت بذرة الفداء والتضحية في نفوس المسلمين وتمت بفضل تعاليم القرآن وهدي النبي وتضحية إبراهيم الخليل عليه السلام عند ذلك أوجبت تعاليم الإسلام الأضحية في أيام العيد لتكونمعونة للفقراء والمساكين وشعار يذكر ويذكي روح التضحية في نفوس المؤمنين ومن أجل اجتماع المسلمين من كل أقطار الأرض في مكة المكرمة يحجون بيت الله الحرام ذاكرين ربهم وتائبين إليه من ذنوبهم ومتذاكرين فيه شؤون العالم وشؤونهم لتحقيق السلم والعدالة ومن أجل زيارة الحجاج هذا اليوم أيضاً لمني ذلك المكان المقدس مكان ذكري امتثال إبراهيم لأوامر ربه بالتضحية بولده وفلذه كبده لينسج المؤمنون عل يمنواله ويتخذوا منه القدوة الصالحة يبذل أرواحهم وما يملكون في سبيل الله والمثل العليا كما حض النبي علي الأضحية هذا اليوم توسعة علي الأهل والفقراء في قوله "من وجد سعة فلم يضح فلا يقربن مصلانا" رواه البخاري
2-حاجة الأمة إلي التضحية
لا يمكن لأمة من الأمم أن تتبوأ عرش العزة والمجد إلا بعد ترويض نفسي وتهذيب خلفي وها هو التاريخ يعلمنا ويشهدنا أن رقي الأمم والشعوب منوط بما يحمل أبناؤها من معانى التضحية والفداء والبذل سبيل الصالح العام بجود وسخاء وهذه المعاني الرفيعة لا ترسخ في النفوس إلا بعد تثقيف وتعليم وإلا بعد تربية وترويض علي أيدي أساتذة خبراء وعلماء حكماء .
إن الإسلام غرس التضحية والفداء بالمال والروح في نفوس الكبار والصغار الرجال والنساء والشيوخ والأطفال حتى صارت التضحية سارية في عروق العرب والمسلمين ودمائهم وحتى صار البذل والفداء في سبيل الله والمثل والعليا ، جزءاً لا يتجزأ من نفوسهم وأفئدتهم لقد فهم العرب والمسلمون هذه المعاني الرفيعة من دروس القرآن وآياته .
3- التضحية بالنفس
لقد ضرب لنا جيلنا الول من الصحابة والتابعين أروع ما عرفة التاريخ من التضحيات والإقدام والشجاعة حتى خافت الفرس والروم آنذاك من هذا السيل الجارف والقوة المتكاسرة.
لقد كانت المبادئ عندهم والغايات التي يسعون لتحقيقها هي رفعة الدين ، ونصرة الدعوة وحماية العقيدة فبذلوا لتحقيقها كل غاية ووسيلة صغرت أم كبرت .
كان هذا الهم وهذه المبادئ لا يختص به الرجال فقط بل حتى النساء والصبيان .
أ- فهذا الزبير بن العوام كان جالساً يوماً عند الكعبة مسنداً ظهره إليها وإذا بمناد ينادي لقد قتل محمد لقد قتل محمد فقام الزبير فزعاً مغموماً وسل سيفه وانطلق يبحث عن مصدر الصوت وكان عمره آنذاك (أثني عشر سنة) نعم أيها الأخوة عمرة (اثنا عشرة سنة) فبينما هو كذلك إذ به يقابل النبي فانكب عليه فقال : يا رسول الله لقد سمعت عنك كذا وكذا والله لقد خرجت بسيف لأقاتل قريشا أجمع أقتل أو يقتلوني .
نعم أيها الأخوة عمره اثنا عشرة سنة وهذه اهتمامه وهذه بطولته يريد أن يقاتل قريشاً أجمع وحده ثأرا للنبي
ب- واسمع معي هذه البطولة التيى يقوم بها غلامان صغيران أخرج الشيخان عن عبد الرحمن بن عوف قال : إني لواقف يو بدر في الصف فنظرات عن يمني وعن شمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانها تمنيت أن أكون بين أضلع منهما فغمزني أحدهما :فقال يا عماه أتعرف أبا جهل ؟ فقلت : نعم ، وما حاجتك إليه ؟ قال أخبرت أنه يسب رسول الله والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا ؟ فتعجب لذلك ، فغمزني الاخر فقال لي أيضاً مثلها فلم أنشب (أي لم ألبث ) أن نظرت إلي أبي جهل وهو يجول بين الناس فقلت ألا تريان هذا صاحبكم الذي تسألاني عنه ؟ فابتداره بسيفهما فضرباه حتى قتلاه ، ثم انصرفا إلي النبي فأخبره فقال : أيكما قتله ؟ قال كل منهما : أنا قتلته ، قال هل مسحتما سيفكما ، قالا : لا قال : فنظر النبي في السيفين فقال كلاهما قتله .
ولم تكن الشجاعة والإقدام والتضحية في أطفالهم ورجالهم بل كانت الشجاعة حتى في نسائهم ، جيل متكامل ، جيل يمثل الأمة المؤمنة الفاضلة التي يحلم بها الفلاسفة وعلماء الاجتماع منذ زمن بعيد نعم إنها تكامل الشخصيات وعلو الهمة ، وسعة النظرة وقوة اليقين وصدق الإيمان فله درهم .
فهذه صفية تدافع عن حصن المسلمين وذلك حينما كان النبي خارجا في غزوة الخندق فمر رجل يهودي فجعل يطيف بالحصن وقد حاربت بنو قريظة وقطعت ما بينهما وبين رسول الله : تقول صفية : وليس بيننا أحد يدفع عنا فلما أحست صفية أنه يريد أن يتأكد هل بالحصن رجال أم لا ؟ حتى يغير على النساء فلما دخل الحصن أخذت عمود فسطاط فقتله ثم ألقته من أعلي الحصن فلما رأي ذلك اليهود قالوا : ما كان لمحمد أن يخرج ويترك النساء بلا رجال .
وهذه أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية
دافعت عن رسول الله وكانت تسقي الناس يوم أحد فلما رأت رسول الله قد أحيط به وانهزم عنه الناس وضعت سقاءها وأخذت سيفاً فجعلت تقاتل أشد القتال حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا وظل علي عاتقها من الجراح جرح أجوف له غور أصابها به ابن قمئة فأماته الله في نار جهنم ، وفي بعض الروايات لما كانت تدافع عن النبي وكثرت عليها الجراح وهي تدافع والنبي يقول(من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة) سلينى يا ام عمارة فقالت : أدع الله أن نرافقك في الجنة : تريد نفسها معتزة بدينها وكيانها وبعزتها وبحجابها ولا تقلد الكافرات ولا تعجب بالسافرات .
وبعد أن عرضنا تضحيات النساء والأطفال ، فماذا عسي ان تكون تضحيات الرجال .
- فهذا عبد الله بن جحش في معركة أحد يدعو يقول: اللهم إني أقسم عليك أن ألقي العدو غداً فيقتلوني ثم يبقروا بطني ويجدعوا أنفي وأذني ، ثم تسألني فيم ذلك يا عبدي ؟ فأقول يارب .
- وهذا عمرو بن الجموح كان أعرج شديد العرج وكان له أربعة أبناء يغزون مع رسول الله إذا غزا فلما توجه رسول الله إلي أحد أراد أن يتوجه معه ، فمنعه أبناؤه لكبر فأتي عمرو بن الجموح رسول الله فقال : يارسول الله إن بني هؤلاء يمنعوني أن اخرج معك والله إني لأرجو أن استشهد فأطأ بعرجتي هذه الجنة فقال له رسول الله أما أنت وضع الله عنك الجهاد وقال لبنيه : وما عليكم أن تدعوه لعل الله عز وجل أن يرزقه الشهادة فخرج مع رسول الله فقتل يوم أحد شهيداً .
- وهذا أنس بن النضر وقد تخلف عن غزوة بدر فاقسم إن إذا جاءت غزوة أخري ليرين الله ما يصنع فلما انكشف المسلمون في غزوة أحد انطلق وقال : اللهم أني اعتذر إليك من صنع هؤلاء (ويعني أصحابه حينما نزلوا الجبل) وابرأ إليك من صنع هؤلاء يعني المشركين ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد قال سعد : فما استطعت يا رسول الله ما صنع قال أنس بن مالك : فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح ، أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون فما عرفه احد إلا أخته ببنانه (إصبعه) قال انس فكنا نظن أن هذه الآية نزلت في أشباهه "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا عليه" .
4- التضحية بالمال
عن أنس رضى الله عنه أن رجلا قال رسول الله إن لفلان نخله وأنا أقيم حائطى بها فأمره ان يعطيني حتى أقيم حائطي بها فقال له النبي "أعطها إياه بنخلة فى الجنة " فأبي فاتاه ابو الدحداح فقال يعنيى نخلتك بحائطي ففعل فأتي النبي "كم من عدق رداح لأبي الدحداح في الجنة" قالها مرارا قال فأتي امرأته يا أم الدحداح اخرجي من الحائط فإني قد بعته بنخله في الجنة .
فقالت ربح البيع او كلمة تشبهها .
قال "من يحفر بئر رومة فله الجنة " فحفرها عثمان وقال "من جهز جيش العسرة فله الجنة " فجهزة عثمان . أيها المسلمون أفيقوا واعلموا أنكم اصحاب أمجاد وتريخ عريق واصحاب بطولات لم يعرف التاريخ لها نظيراً فاربئوا بأنفسكم أن تكونوا أذلاء صاغرين لا قيمة لكم ولا عزة لكم وارفعوا أنفسكم عن سفاسف الأمور وتطلعوا إلي معاليها وإياكم والمعاصي والاستسلام للمحرمات صغرت أم كبرت وإن الخلق لا يهونون عند الله إلا حينما يخالفون أمره كما قال أبو الدرداء "ما أهون الخلق علي الله إذا هم خالفوا امره " وإذا كتب الله علينا الهوان فمن يكرمنا ومن يهن الله فما له من مكرم.
أيها المسلمون : اعلموا أن أهل الباطل يضحون ويبذلون من أجل باطلهم قال تعالي إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله وانطلق الملأ منهم ان امشوا واصبروا على آلهتكم وتري كثيراً منهم يسارعون في الإثم فهل بذلنا وقدمنا من أجل ديننا؟
انتصر علي نفسك على الأقل القليل إن لم تستطيع أن تكون كالصحابة والتابعين في إقدامهم وشجاعتهم فلا اقل من ان تكون منتصراً علي نفسك مسيطراً عليها كم من إنسان تغلبه نفسه وتتحكم به شهواته فما أن يظهر علي الساحة أي معصية أو فتنة حديثة إلا وانجرف وراءها ماذا عساك أن تنتظر من هؤلاء وهم لم ينتصروا علي أنفسهم التي بين جنباتهم .