الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
ففي كل سفر عبرة ولا شك أن الحج ملئ بالعبر والدروس والفوائد ، والتطلع للمزيد من كل خير شأن الصالحين ، والترقي في مدارج الوصول لرضا علام الغيوب طريق المؤمنين " .. اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين" وعلامة قبول الطاعة التوفيق لطاعة بعدها.. فما المرجو من الحاج بعد حجه وما الدور البناء الذي ينتظره بعد هذه الرحلة؟ وكيف تستثمر الأمة هذه الشعيرة في الحصول على سعادة الدنيا والآخرة؟ هذا ما نتعلمه من خلال النقاط التالية :
[b]ففي كل سفر عبرة ولا شك أن الحج ملئ بالعبر والدروس والفوائد ، والتطلع للمزيد من كل خير شأن الصالحين ، والترقي في مدارج الوصول لرضا علام الغيوب طريق المؤمنين " .. اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين" وعلامة قبول الطاعة التوفيق لطاعة بعدها.. فما المرجو من الحاج بعد حجه وما الدور البناء الذي ينتظره بعد هذه الرحلة؟ وكيف تستثمر الأمة هذه الشعيرة في الحصول على سعادة الدنيا والآخرة؟ هذا ما نتعلمه من خلال النقاط التالية :
أولاً: في قوله تعالى: "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى" البقرة:197، فهل تحققت التقوى التي هي الثمرة الأولى المرجوة من الحج؟ ،" لن ينال الله لحوما ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم" الحج: 37 ، هل تهندمت الطباع وصلحت النفوس وحسنت الأخلاق؟ على الأمة عامة والحجاج خاصة أن يقفوا هذه الوقفة مع أنفسهم يلزمونها يالتخلي عن الصفات المذمومة من ذلك الكبر والتفاخر والطغيان والعتو والمراء والشحناء..الخ وتزكيتها بالصفات الحميدة كالإخلاص والتواضع وسلامة الصدر وحسن الخلق والتحاب في الله والتعاون على البر والتقوى ولا يخفى ظهور هذه المعاني جلية في شعيرة الحج وإلا كان الأمر كما قال الشاعر:
إذا لم يفدك الذكر شيئاً فليتك ثم ليتك ما ذكرتا
ثانياً: في قوله تعالى (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) الحج:32 وهي مبنية على ما قبلها وعلى الأمة أن تعظم شعائر الإسلام ولا تخجل منها فاحترام النسك والشعيرة لا يصدر إلا من قلب كمل فيه الإيمان "فإنها من تقوى القلوب" والأصل فى الشعائر أن تظهر وتعلن لا أن تهمش وتحجب فلماذا الإنكار بل التطاول على شعائر المسلمين ولم الرضا بالهوان والضيم والركون إلى الحياة الدنيا وزينتها دون هبة حقيقية لنصرة دين الله والعمل على رفعة شأنه .
(ولكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم) الحج:67 ،و على المسلم أن يعتز بدينه فهو على الحق المبين وإلى المشوشين نقول: "يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم".
ولا يخفى أن من صورة تعظيم الشعائر احترام المقدسات وصيانتها ولا يكفي تبخيرها بالروائح وطلاء جدرانها بالألوان الزاهية ولكن بتوفير الأمن والحماية لها ، وتطهيرها من الشرك والبغي وحمايتها من العدوان "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" (البخار)، (إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا) التوبة:28 ، وتحرير المقدسات المغتصبة كبيت المقدس من باب أولى فعلينا أن نعظم الشعائر تعظيماً عملياً بتخليصها من أيدي الغاصبين.
ثالثاً : في قوله تعالى: "ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به " الحج:30 . الحلال والحرام وسلطة التشريع من حق الله تعالى ولا يليق بالأمة التي من خصائصها حج بيت الحرام أن تتسول التشريعات وربما المعتقدات من عند غيرها .. فلله تعالى أشياء حرمها وعلى رأسها الشرك حيث تعطي خصائص الإلوهية والتشريع لغيره كالأوثان بدعم المشركين في زمان الوحي ولكل عصر أوثان وآلهة قائمة في قلوب عابديها من الأحجار والأخشاب والأهواء والكفر بهذه الأنداد واجب والاقتراب منها نجس.
نعلم إن الزور قولاً وعملاً من المحرمات التي تحرم على أمة تحج بيت الله الحرام فكما أمرنا ان نتخلص من الاعتقادات الفاسدة أمرنا بألا نتلبس بتزوير وغش وتدليس في مجتمعاتنا وما أكثر جرائم التزوير في حياة المسلمين يصدق الكاذب ويكذب الصادق ويؤتمن الخائن ويخون الأمين فإذا ما تخلصنا من هذه المفاسد نكون قد اجتنبنا الرجس حقاً وليبدأ الحجاج بين يدي الناس.
والتمكين للإسلام في الأرض : أعني الانضمام إلى كتيبة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر الذين يسعون لتميكن دين الله تعالى في الأرض ولو طالعنا سورة الحج لوجدناها 78 آية تحدثت عن الحج في 12 آية من (25-37) وقبل آيات الحج تقرأ قوله تعالى (هذان خصمان اختصموا في ربهم..)فالحاج وأمة الحج لا يغيب عن بالها صراع الحق وبعد آيات الحج مباشرة يبدأ بالصراع في أشد صوره ثم كان الإذن بالقتال كأن الحج (الجهاد الذي لا شوكة فيه) مرحلة تمهيدية للجهاد الأكبر الذي فيه شوكة والباعث الأول قضايا المستضعفين والحال الآن معروفة في فلسطين والعراق وغيرهما كم بلدان العالم الإسلامي واقرأ الآيات:"إن الله يدافع عن الذين آمنوا .. أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا.." والصراع صراع ديني وفق سنة المدافعة "الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق ألا أيقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع بيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً " والنصر للحق وأهله " ولينصرن الله من ينصره" وهدف المؤمنين واضح "الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر" إن الله تعالى رتب الآيات هكذا واقتناص الآيات من بين أخواتها وجو السورة العام لا يستقيم مع الحكمة الإلهية في ترتيب الآيات من لدن حكيم خبير.
خامساً: التواصل بين المسلمين وتجسيد معاني الوحدة والأخوة الإسلامية وتذويب الفوارق وحل المشكلات وفض المنازعات التي تفتعل بين العالم الإسلامي ولعل هذه منفعة المنافع التي ترتجي من الحج على المستوى الجمعي فالحج لا يزال لدي الكثيرين شكلاً أريد له أن يفرغ من محتواه فلا يبق منه إلا القشور والشكليات فحسب فهل يقبل أن يحج المسلمون لكعبة واحدة والعلاقات السياسية والاجتماعية وحجم التبادلات التجارية بينهم تندي الجبين وهي مع العدو عكس ذلك؟ وهل يرضي الله أن نجتمع بأجسادنا حول الكعبة ونقصدها من كل مكان وأهواؤنا متفرقة مع شركاء شتى وولاؤنا لأعداء ديننا؟
(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) الأنفال: 46. ومتى يأتي اليوم الذي تزول الحدود والفوارق بين بلدان العالم الإسلامي كما زالت في الحج ومتى نرى التحالف الإسلامي الكبير والعملة الواحدة كما حصل في أوربا ، ومتى نرى الخلافة الراشدة ؟ وبذلك يكون الحج مثمراً.
متى يعود إلى الإسلام مسجده متى يعود إلى محرابه عمر
وأخيراً: الإسلام دين شامل ليس نكساً فقط أو تشريعات فقط أو..أو" ادخلوا في السلم كافة" البقرة:208. وتأمل معي كيف ختم ربك سورة الحج (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم..). فالشعائر شعائر والركوع والسجود معروفان وبقى معنى العبادة الشامل الذي لا يقتصر على حج أو صيام والعبادة بهذا اللون تحتاج إلى من يتمثلها في هذا الزمان ثم أكدت الآيات على الجهاد في سبيل الله حق الجهاد وهذا مهر الاجتباء والاصطفاء لهذه الأمة .
وإذا فهمت الأمة هذه الرسالة وفهم الحجاج هذه الحقائق كانوا من الأمة بمنزلة الرائد على طريق الإصلاح بين (الأنبياء) و(المؤمنين) كما هو موقع السورة بين السورتين في ترتيب المصحف فتأمل.
فهيا إلى العمل بالإسلام كل الإسلام لا تدخل لبشر فيه بالزيادة والنقصان "ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل " ، جعلنا الله ممن يتمثل الإسلام قولاً وعمل.. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
إذا لم يفدك الذكر شيئاً فليتك ثم ليتك ما ذكرتا
ثانياً: في قوله تعالى (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) الحج:32 وهي مبنية على ما قبلها وعلى الأمة أن تعظم شعائر الإسلام ولا تخجل منها فاحترام النسك والشعيرة لا يصدر إلا من قلب كمل فيه الإيمان "فإنها من تقوى القلوب" والأصل فى الشعائر أن تظهر وتعلن لا أن تهمش وتحجب فلماذا الإنكار بل التطاول على شعائر المسلمين ولم الرضا بالهوان والضيم والركون إلى الحياة الدنيا وزينتها دون هبة حقيقية لنصرة دين الله والعمل على رفعة شأنه .
(ولكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم) الحج:67 ،و على المسلم أن يعتز بدينه فهو على الحق المبين وإلى المشوشين نقول: "يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم".
ولا يخفى أن من صورة تعظيم الشعائر احترام المقدسات وصيانتها ولا يكفي تبخيرها بالروائح وطلاء جدرانها بالألوان الزاهية ولكن بتوفير الأمن والحماية لها ، وتطهيرها من الشرك والبغي وحمايتها من العدوان "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" (البخار)، (إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا) التوبة:28 ، وتحرير المقدسات المغتصبة كبيت المقدس من باب أولى فعلينا أن نعظم الشعائر تعظيماً عملياً بتخليصها من أيدي الغاصبين.
ثالثاً : في قوله تعالى: "ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به " الحج:30 . الحلال والحرام وسلطة التشريع من حق الله تعالى ولا يليق بالأمة التي من خصائصها حج بيت الحرام أن تتسول التشريعات وربما المعتقدات من عند غيرها .. فلله تعالى أشياء حرمها وعلى رأسها الشرك حيث تعطي خصائص الإلوهية والتشريع لغيره كالأوثان بدعم المشركين في زمان الوحي ولكل عصر أوثان وآلهة قائمة في قلوب عابديها من الأحجار والأخشاب والأهواء والكفر بهذه الأنداد واجب والاقتراب منها نجس.
نعلم إن الزور قولاً وعملاً من المحرمات التي تحرم على أمة تحج بيت الله الحرام فكما أمرنا ان نتخلص من الاعتقادات الفاسدة أمرنا بألا نتلبس بتزوير وغش وتدليس في مجتمعاتنا وما أكثر جرائم التزوير في حياة المسلمين يصدق الكاذب ويكذب الصادق ويؤتمن الخائن ويخون الأمين فإذا ما تخلصنا من هذه المفاسد نكون قد اجتنبنا الرجس حقاً وليبدأ الحجاج بين يدي الناس.
والتمكين للإسلام في الأرض : أعني الانضمام إلى كتيبة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر الذين يسعون لتميكن دين الله تعالى في الأرض ولو طالعنا سورة الحج لوجدناها 78 آية تحدثت عن الحج في 12 آية من (25-37) وقبل آيات الحج تقرأ قوله تعالى (هذان خصمان اختصموا في ربهم..)فالحاج وأمة الحج لا يغيب عن بالها صراع الحق وبعد آيات الحج مباشرة يبدأ بالصراع في أشد صوره ثم كان الإذن بالقتال كأن الحج (الجهاد الذي لا شوكة فيه) مرحلة تمهيدية للجهاد الأكبر الذي فيه شوكة والباعث الأول قضايا المستضعفين والحال الآن معروفة في فلسطين والعراق وغيرهما كم بلدان العالم الإسلامي واقرأ الآيات:"إن الله يدافع عن الذين آمنوا .. أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا.." والصراع صراع ديني وفق سنة المدافعة "الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق ألا أيقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع بيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً " والنصر للحق وأهله " ولينصرن الله من ينصره" وهدف المؤمنين واضح "الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر" إن الله تعالى رتب الآيات هكذا واقتناص الآيات من بين أخواتها وجو السورة العام لا يستقيم مع الحكمة الإلهية في ترتيب الآيات من لدن حكيم خبير.
خامساً: التواصل بين المسلمين وتجسيد معاني الوحدة والأخوة الإسلامية وتذويب الفوارق وحل المشكلات وفض المنازعات التي تفتعل بين العالم الإسلامي ولعل هذه منفعة المنافع التي ترتجي من الحج على المستوى الجمعي فالحج لا يزال لدي الكثيرين شكلاً أريد له أن يفرغ من محتواه فلا يبق منه إلا القشور والشكليات فحسب فهل يقبل أن يحج المسلمون لكعبة واحدة والعلاقات السياسية والاجتماعية وحجم التبادلات التجارية بينهم تندي الجبين وهي مع العدو عكس ذلك؟ وهل يرضي الله أن نجتمع بأجسادنا حول الكعبة ونقصدها من كل مكان وأهواؤنا متفرقة مع شركاء شتى وولاؤنا لأعداء ديننا؟
(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) الأنفال: 46. ومتى يأتي اليوم الذي تزول الحدود والفوارق بين بلدان العالم الإسلامي كما زالت في الحج ومتى نرى التحالف الإسلامي الكبير والعملة الواحدة كما حصل في أوربا ، ومتى نرى الخلافة الراشدة ؟ وبذلك يكون الحج مثمراً.
متى يعود إلى الإسلام مسجده متى يعود إلى محرابه عمر
وأخيراً: الإسلام دين شامل ليس نكساً فقط أو تشريعات فقط أو..أو" ادخلوا في السلم كافة" البقرة:208. وتأمل معي كيف ختم ربك سورة الحج (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم..). فالشعائر شعائر والركوع والسجود معروفان وبقى معنى العبادة الشامل الذي لا يقتصر على حج أو صيام والعبادة بهذا اللون تحتاج إلى من يتمثلها في هذا الزمان ثم أكدت الآيات على الجهاد في سبيل الله حق الجهاد وهذا مهر الاجتباء والاصطفاء لهذه الأمة .
وإذا فهمت الأمة هذه الرسالة وفهم الحجاج هذه الحقائق كانوا من الأمة بمنزلة الرائد على طريق الإصلاح بين (الأنبياء) و(المؤمنين) كما هو موقع السورة بين السورتين في ترتيب المصحف فتأمل.
فهيا إلى العمل بالإسلام كل الإسلام لا تدخل لبشر فيه بالزيادة والنقصان "ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل " ، جعلنا الله ممن يتمثل الإسلام قولاً وعمل.. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.