استمرار غموض المذبحة التي راح ضحيتها عشرة أشخاص من ثلاثة أسر فقيرة في عزبة شمس الدين بمركز بني مزار، تسبب في انتشار شائعة عن وجود عصابة لسرقة الأثار من باطن الأرض تستخرجه بتقديم القربان الآدمية لحارس الكنز الذي يسمى في البيئات الشعبية الصعيدية بالرصد "بفتح الراء والصاد".
كما انتشرت شائعة أخرى عن ظهور "طيور نارية حارقة" في مدينتين بالصعيد، وعاد الناس لتداول حكايات لعنة الفراعنة والثور الضخم الذي يحرس تمثالين أثريين بغرب الأقصر ويظهر في بعض الليالي القمرية وفشلت محاولات كثيرة لقتله والفوز بالكنز
وعادة التنقيب عن الكنوز في القرى المصرية بالصعيد، عادة قديمة تشتد مع الفقر والعوز وفي الأوساط غير المتعلمة، حيث ينشط المشعوذون الذين يطلبون أحيانا قرابين آدمية للرصد "حارس الكنز"، ويبثون في تلك الأوساط أنه جني يرفض اقتراب أحد من كنزه الذي يحرسه ربما منذ ثلاثة آلاف عام وهي أقصى عمر للرصد كما تشيع الحكايات الشعبية.
وكثيرا ما كان يقرن انتشار تلك الشائعة بحالة هلع وخوف بين الأباء في تلك الأوساط خوفا على أطفالهم الصغار، خاصة عندما يختفي بعضهم فيسود اعتقاد بأنه تم اختطافه لذبحه قربانا للرصد.
ويقول حجاج سلامة مدير تحرير الخدمة الاخبارية "صعيد برس" ردا على سؤال لـ"العربية.نت" إنه حدثت في الماضي حالات اختفاء لبعض الأطفال وجرى ربطها بعمليات التفتيش عن الكنوز، مشيرا إلى أن مرشدين سياحيين ينتمون لعزبة شمس الدين التي وقعت فيها تلك المذبحة، يقولون إن المنتشر بين العامة من سكانها أنها ترقد على أثار وكنوز، وأن البعض ينقبون داخل بيوتهم سرا عنها.
"العربية.نت" سألت أيضا الفلكي سيد علي العضو الدائم بالاتحاد العالمي للفلكيين في باريس عن اسطورة الرصد فأجاب بأن الكلمة هي مفرد "أرصاد" ومعروفة منذ عهد الفراعنة وتوجد رموز لها في الكتابات المصرية القديمة، وقد كتب عنها أيضا كبار علماء الفلك.
وأضاف أن المصريين القدماء عرفوا بوجود الأرصاد "حراس الجن" وانهم لذلك كانوا يدفنون الذهب في المقابر بجانب الجثث لأن سلطة الرصد لا تمتد للمقابر، وبالتالي أمكن الكشف بسهولة عن الأثار المصرية القديمة، ومنها مقبرة توت عنخ أمون الشهيرة بذهبها، والتي اكتشفها عالم الاثار "كارتر" عام 1922 م.
وقال إن الرصد أو "حارس الجن" يسعى دائما وراء الذهب وهو معدن مرتبط بالشمس، بينما الفضة مرتبطة بالقمر، في حين أن كوكب المريخ يرتبط بمعدن الحديد.
ويرى الفلكي سيد علي أن الانسان لو دفن على سبيل المثال خاتما من الذهب في الارض، فلن يجد في نفس المكان بعد مرور 24 ساعة لأن الجن سيكون قد رصده وزحزحه من مكانه، وكلما ظل الخاتم مدفونا مدة أكثر من الزمن تزحزح أكثر عن مكانه.
وفسر ذلك بنظرية "عامر الجن والتي تؤكد أن أي مكان مسكون بالجن، بل إن الانسان نفسه له قرين منهم، فهو عالم غير منظور لكنه يعيش معهم".
وقال إن كل الكلمات المكتوبة على الاثار الفرعونية بما فيها الهرم الاكبر ووادي الملوك والملكات في الأقصر وحوائط المعابد، عبارة عن طلاسم سحرية، حتى أن هناك اعتقادا بأن الجن ساعد الفراعنة في بناء الاهرامات، فالأحجار موضوعة بطريقة هندسية لا يمكن ان يصل اليها الانسان في تلك العصور القديمة.
إلا أن الفلكي سيد علي لا يرى أصلا من الحقيقة لفك الرصد بالقرابين الآدمية ويؤكد أن "المشعوذين هم الذين ينشرون هذه الخرافات ويصدقهم بعض العامة بسبب الجهل، فلا حقيقة لما يشاع عن أن الرصد يتم صرفه من المكان بتقديم ذبيحة آدمية كقربان له".
وأضاف " يتم ابطال الرصد بواسطة متخصصين يعتمدون في ذلك على أسرار في الكتب السماوية يعرفونها، وكثيرا ما كنا نسمع من أجدادنا عن مثل هؤلاء الذين يوجدون في فاس بالمغرب واستقدموهم للكشف عن الكنوز".
المذبحة المروعة شهدتها عزبة شمس الدين التابعة لصفط أبو جرج بمركز بني مزار في محافظة المنيا في شمال صعيد مصر (حوالي 300 كم جنوب القاهرة)، وذلك بعد منتصف ليل الخميس 29/12/2005 حيث تم العثور فجر على ثلاثة أسر برجال ونسائها وأطفالها "ثلاثة أطفال بمن فيهم رضيع لم يتجاوز عاما واحدا" غارقين في دمائهم داخل ثلاثة بيوت غير متلاصقة وفي شارع واحد.
وقد تم شق الجانب الأيسر من بطون الجثث وقطع أعضائهم التناسلية بطريقة وصفت بأنها جرت بهدوء وبخبرة كبيرة في الجراحة والتشريح. وكانت البداية عندما توجه ابن شقيق المحامي طه عبد الحميد لإيقاظه بعد أن لاحظ تغيبه عن أداء صلاة الفجر وهي عادة لم ينقطع عنها المحامي الشاب المعروف بتدينه وسمعته الحسنة وسط الناس، وفوجئ الرجل بعمه غارقا في دمائه وممزقا بطريقة بشعة وبجواره أمه، فأخذ يصرخ بهيستيريا وسارع إليه أهالي القرية وتبين أن الأمر لم يقتصر علي أسرة المحامي طه عبدالحميد فقط، وأن هناك أسرتين أصابهما نفس ما أصاب أسرة المحامي رغم التباعد النسبي للمنازل حيث تبين مصرع سيد محمود محمد عودة 50 سنة، وزوجته صباح علي عبدالوهاب 45 سنة وطفليهما أحمد وفاطمة 10 و 8 سنوات بنفس الطريقة البشعة، تمزيق الجثث إلي أشلاء ونزع الأعضاء التناسلية، بدون أي أثر للمقاومة أو كسر باب منزل أو كسور للحوائط والأسطح، والأسرة الثالثة التي قتل جميع أفرادها يحيي أحمد أبوبكر 35 سنة مدرس وزوجته نعمات علي محمد 25 سنة ربة منزل وطفلاهما محمد 3 سنوات ورضيعتهما التي لم يتعد عمرها العام.
وتواصل اجهزة الامن جهودها لكشف ذلك الغموض، وقد التقطت خيطا جديدا في القضية قد يقود الي الجناة، حيث عثرت علي جلباب ملطخ بالدماء لأحد السكان بالقرية والذي اختفي منذ وقوع الحادث. كما قام رجال المباحث بفحص ما يزيد علي 300 من اهالي القرية من المرضي النفسيين والمشتبه فيهم بالمنطقة، ويكثفون جهودهم لضبط صاحب الجلباب.
وأكد مصدرامني بوزارة الداخلية لجريدة "الأخبار" الحكومية أن اجهزة الشرطة لم توجه حتى االآن اتهاما لاي من المشتبه فيهم الذين تم فحصهم وعددهم 300 مواطن من اهالي عزبة شمس الدين ببني مزار.
وانطلقت شائعة قوية في مطار القاهرة تدعي وصول الجناة الي المطار ومغادرتهم القاهرة علي متن طائرة تابعة لاحدى الشركات الاجنبية، وقد سرت الشائعة بين العاملين في المطارين القديم والجديد.
ونفت سلطات الامن بمطار القاهرة الشائعة بشدة ووصفها مصدر أمني بأنها "كلام فارغ لا أساس له من الصحة". وأكد المصدر ان الحادث قيد التحقيق ولم يتحدد أسماء الجناة حتى يحاولوا الهرب خارج البلاد.
ويرى باحثون وعلماء آثار بينهم الاثريان علي الاصفر وأحمد صالح عبد الله أنه لا صحة لما يروجه البعض بأن لعنة الفراعنة وراء شائعة ظهور طيور نارية في البلينا وأبو تشت بصعيد مصر، مؤكدين عدم وجود ما يسمى بلعنة الفراعنة.
لكن بعض الاثريين بمدينة الاقصر لم يستبعدوا استخدام الجان في مصر الفرعونية مشيرين إلى وجود تماثيل وكتل حجرية وضعت في مواضع مرتفعة وتزن عشرات الاطنان في وقت لم يكن فيه الناس يعرفون شيئا عن المعدات الكهربائية والميكانيكية، وأنه ربما تم تسخير الجان لدفع تلك التماثيل والكتل المرتفعة إلى المواضع المرتفعة الموجودة عليها الآن. لكن عامة الناس يختلفون مع رأي العلماء والأثريين في تحليلهم لشائعة "الطيور النارية الحارقة" في البلينا بسوهاج وأبو تشت بقنا معتقدين أن التحليل الوحيد لأمر هذه الطيور، هو قيام البعض بالسطو على كنز فرعوني "مرصود" - أي عليه حارس مسحور - وأن هذا الحارس والذي يطلق عليه الرصد، كان غائبا عن كنزه ثم عاد واكتشف السطو، فراح يطارد السارقين بهذه الطريقة.
ويتخيل هؤلاء العامة ان هجوم "الطيور النارية" لن يتوقف إلا بإعادة المسروقات لمكانها بالكنز الفرعوني، وأن هذه الطيور يمكن أن تذهب إلى القاهرة أو أسوان وراء المسروقات.
وفي اطار تداعيات الشائعات بعد مذبحة عزبة شمس الدين، حكى البعض عن الثور الضخم الذي يحرس كنزا خلف تمثالي ممنون الشهيرين غرب الاقصر، والذي يظهر في الليالي المقمرة ويقولون إن الكثيرين حاولوا قتله أملا في الفوز بالكنز طوال العقود الماضية دون جدوى.
وهناك أيضا الحكاية الشهيرة لمقبرة الملك امنحتب الاول التي تؤكد بعض البرديات الفرعونية وجودها على بعد أمتار من الشرفة الثالثة بمعبد الملكة حتشبسوت.
وللعام الخامس على التوالي وكلما توصلت البعثة البولندية التي تبحث عن المقبرة إلى مدخل المقبرة ورؤية شواهد للسلم المؤدي إليها يختفي كل ذلك، و يصبح مجرد كتل صخرية، ويحلل العامة ذلك بوجود حارس عليها يحميها ويخفيها عن الانظار.
وقال أشخاص أن أناسا عديدين راحوا ضحية "الرصد" أو حارس الكنوز بعضهم مات وبعضهم يعيش مشلولا. وهناك الأسرة التي يعرف حكايتها كل أهالي الاقصر والذين تشتعل النيران بمسكنهم بشكل دائم، كما قتلت ابنتهم بذات المنزل الذي هجروه نتيجة مطاردة الرصد لهم بعد غياب احد التماثيل من كنز أسفل المنزل، وما أن ذهبوا للسكن في محافظة أسوان حتى فوجئوا بأن النيران تشتعل في مسكنهم الجديد.
وتزعم اسطورة هذا الرصد المنتشرة بالصعيد أنه جان يؤتي به ليشرب من دم طير أو حيوان يشكل على صورته فيما بعد وأنه يعيش ما بين ألف إلى ثلاثة آلاف عام.
وقد عرفت المقابر الفرعونية ما يسمى بنصوص اللعنة حيث يوجد في بعض المقابر نص يقول: "كل من يقترب من مقبرتي بسوء فسوف تلدغه العقارب والثعابين وسيلتهمه الحيوان (عاميت) وهو حيوان غريب خرافي الشكل مكون من رأس تمساح وجسد فرس نهر وأرجل أسد."
وقد وجدت عبارة منقوشة على مقبرة توت عنخ آمون تقول سيذبح الموت بجناحيه كل من يحاول أن يبدد أمن وسلام مرقد الفراعين".. وقد تلا اكتشاف تلك المقبرة سلسلة من الحوادث الغريبة التي بدأت بموت كثير من العمال القائمين بالبحث في المقبرة وهو ما حير العلماء والناس، وجعل الكثيرين يعتقدون بما سمي بـ"لعنة الفراعنة".
وفسر بعض العلماء لعنة الفراعنة بأنها تحدث نتيجة لتعرض الأشخاص الذين يفتحون المقابر الفرعونية لجرعة مكثفة من غاز الرادون وهو أحد الغازات المشعة.
كما انتشرت شائعة أخرى عن ظهور "طيور نارية حارقة" في مدينتين بالصعيد، وعاد الناس لتداول حكايات لعنة الفراعنة والثور الضخم الذي يحرس تمثالين أثريين بغرب الأقصر ويظهر في بعض الليالي القمرية وفشلت محاولات كثيرة لقتله والفوز بالكنز
وعادة التنقيب عن الكنوز في القرى المصرية بالصعيد، عادة قديمة تشتد مع الفقر والعوز وفي الأوساط غير المتعلمة، حيث ينشط المشعوذون الذين يطلبون أحيانا قرابين آدمية للرصد "حارس الكنز"، ويبثون في تلك الأوساط أنه جني يرفض اقتراب أحد من كنزه الذي يحرسه ربما منذ ثلاثة آلاف عام وهي أقصى عمر للرصد كما تشيع الحكايات الشعبية.
وكثيرا ما كان يقرن انتشار تلك الشائعة بحالة هلع وخوف بين الأباء في تلك الأوساط خوفا على أطفالهم الصغار، خاصة عندما يختفي بعضهم فيسود اعتقاد بأنه تم اختطافه لذبحه قربانا للرصد.
ويقول حجاج سلامة مدير تحرير الخدمة الاخبارية "صعيد برس" ردا على سؤال لـ"العربية.نت" إنه حدثت في الماضي حالات اختفاء لبعض الأطفال وجرى ربطها بعمليات التفتيش عن الكنوز، مشيرا إلى أن مرشدين سياحيين ينتمون لعزبة شمس الدين التي وقعت فيها تلك المذبحة، يقولون إن المنتشر بين العامة من سكانها أنها ترقد على أثار وكنوز، وأن البعض ينقبون داخل بيوتهم سرا عنها.
حارس من عهد الفراعنة
"العربية.نت" سألت أيضا الفلكي سيد علي العضو الدائم بالاتحاد العالمي للفلكيين في باريس عن اسطورة الرصد فأجاب بأن الكلمة هي مفرد "أرصاد" ومعروفة منذ عهد الفراعنة وتوجد رموز لها في الكتابات المصرية القديمة، وقد كتب عنها أيضا كبار علماء الفلك.
وأضاف أن المصريين القدماء عرفوا بوجود الأرصاد "حراس الجن" وانهم لذلك كانوا يدفنون الذهب في المقابر بجانب الجثث لأن سلطة الرصد لا تمتد للمقابر، وبالتالي أمكن الكشف بسهولة عن الأثار المصرية القديمة، ومنها مقبرة توت عنخ أمون الشهيرة بذهبها، والتي اكتشفها عالم الاثار "كارتر" عام 1922 م.
وقال إن الرصد أو "حارس الجن" يسعى دائما وراء الذهب وهو معدن مرتبط بالشمس، بينما الفضة مرتبطة بالقمر، في حين أن كوكب المريخ يرتبط بمعدن الحديد.
ويرى الفلكي سيد علي أن الانسان لو دفن على سبيل المثال خاتما من الذهب في الارض، فلن يجد في نفس المكان بعد مرور 24 ساعة لأن الجن سيكون قد رصده وزحزحه من مكانه، وكلما ظل الخاتم مدفونا مدة أكثر من الزمن تزحزح أكثر عن مكانه.
وفسر ذلك بنظرية "عامر الجن والتي تؤكد أن أي مكان مسكون بالجن، بل إن الانسان نفسه له قرين منهم، فهو عالم غير منظور لكنه يعيش معهم".
وقال إن كل الكلمات المكتوبة على الاثار الفرعونية بما فيها الهرم الاكبر ووادي الملوك والملكات في الأقصر وحوائط المعابد، عبارة عن طلاسم سحرية، حتى أن هناك اعتقادا بأن الجن ساعد الفراعنة في بناء الاهرامات، فالأحجار موضوعة بطريقة هندسية لا يمكن ان يصل اليها الانسان في تلك العصور القديمة.
إلا أن الفلكي سيد علي لا يرى أصلا من الحقيقة لفك الرصد بالقرابين الآدمية ويؤكد أن "المشعوذين هم الذين ينشرون هذه الخرافات ويصدقهم بعض العامة بسبب الجهل، فلا حقيقة لما يشاع عن أن الرصد يتم صرفه من المكان بتقديم ذبيحة آدمية كقربان له".
وأضاف " يتم ابطال الرصد بواسطة متخصصين يعتمدون في ذلك على أسرار في الكتب السماوية يعرفونها، وكثيرا ما كنا نسمع من أجدادنا عن مثل هؤلاء الذين يوجدون في فاس بالمغرب واستقدموهم للكشف عن الكنوز".
شق البطون بطرق جراحية ماهرة
المذبحة المروعة شهدتها عزبة شمس الدين التابعة لصفط أبو جرج بمركز بني مزار في محافظة المنيا في شمال صعيد مصر (حوالي 300 كم جنوب القاهرة)، وذلك بعد منتصف ليل الخميس 29/12/2005 حيث تم العثور فجر على ثلاثة أسر برجال ونسائها وأطفالها "ثلاثة أطفال بمن فيهم رضيع لم يتجاوز عاما واحدا" غارقين في دمائهم داخل ثلاثة بيوت غير متلاصقة وفي شارع واحد.
وقد تم شق الجانب الأيسر من بطون الجثث وقطع أعضائهم التناسلية بطريقة وصفت بأنها جرت بهدوء وبخبرة كبيرة في الجراحة والتشريح. وكانت البداية عندما توجه ابن شقيق المحامي طه عبد الحميد لإيقاظه بعد أن لاحظ تغيبه عن أداء صلاة الفجر وهي عادة لم ينقطع عنها المحامي الشاب المعروف بتدينه وسمعته الحسنة وسط الناس، وفوجئ الرجل بعمه غارقا في دمائه وممزقا بطريقة بشعة وبجواره أمه، فأخذ يصرخ بهيستيريا وسارع إليه أهالي القرية وتبين أن الأمر لم يقتصر علي أسرة المحامي طه عبدالحميد فقط، وأن هناك أسرتين أصابهما نفس ما أصاب أسرة المحامي رغم التباعد النسبي للمنازل حيث تبين مصرع سيد محمود محمد عودة 50 سنة، وزوجته صباح علي عبدالوهاب 45 سنة وطفليهما أحمد وفاطمة 10 و 8 سنوات بنفس الطريقة البشعة، تمزيق الجثث إلي أشلاء ونزع الأعضاء التناسلية، بدون أي أثر للمقاومة أو كسر باب منزل أو كسور للحوائط والأسطح، والأسرة الثالثة التي قتل جميع أفرادها يحيي أحمد أبوبكر 35 سنة مدرس وزوجته نعمات علي محمد 25 سنة ربة منزل وطفلاهما محمد 3 سنوات ورضيعتهما التي لم يتعد عمرها العام.
وتواصل اجهزة الامن جهودها لكشف ذلك الغموض، وقد التقطت خيطا جديدا في القضية قد يقود الي الجناة، حيث عثرت علي جلباب ملطخ بالدماء لأحد السكان بالقرية والذي اختفي منذ وقوع الحادث. كما قام رجال المباحث بفحص ما يزيد علي 300 من اهالي القرية من المرضي النفسيين والمشتبه فيهم بالمنطقة، ويكثفون جهودهم لضبط صاحب الجلباب.
وأكد مصدرامني بوزارة الداخلية لجريدة "الأخبار" الحكومية أن اجهزة الشرطة لم توجه حتى االآن اتهاما لاي من المشتبه فيهم الذين تم فحصهم وعددهم 300 مواطن من اهالي عزبة شمس الدين ببني مزار.
وانطلقت شائعة قوية في مطار القاهرة تدعي وصول الجناة الي المطار ومغادرتهم القاهرة علي متن طائرة تابعة لاحدى الشركات الاجنبية، وقد سرت الشائعة بين العاملين في المطارين القديم والجديد.
ونفت سلطات الامن بمطار القاهرة الشائعة بشدة ووصفها مصدر أمني بأنها "كلام فارغ لا أساس له من الصحة". وأكد المصدر ان الحادث قيد التحقيق ولم يتحدد أسماء الجناة حتى يحاولوا الهرب خارج البلاد.
ظهور طيور نارية
ويرى باحثون وعلماء آثار بينهم الاثريان علي الاصفر وأحمد صالح عبد الله أنه لا صحة لما يروجه البعض بأن لعنة الفراعنة وراء شائعة ظهور طيور نارية في البلينا وأبو تشت بصعيد مصر، مؤكدين عدم وجود ما يسمى بلعنة الفراعنة.
لكن بعض الاثريين بمدينة الاقصر لم يستبعدوا استخدام الجان في مصر الفرعونية مشيرين إلى وجود تماثيل وكتل حجرية وضعت في مواضع مرتفعة وتزن عشرات الاطنان في وقت لم يكن فيه الناس يعرفون شيئا عن المعدات الكهربائية والميكانيكية، وأنه ربما تم تسخير الجان لدفع تلك التماثيل والكتل المرتفعة إلى المواضع المرتفعة الموجودة عليها الآن. لكن عامة الناس يختلفون مع رأي العلماء والأثريين في تحليلهم لشائعة "الطيور النارية الحارقة" في البلينا بسوهاج وأبو تشت بقنا معتقدين أن التحليل الوحيد لأمر هذه الطيور، هو قيام البعض بالسطو على كنز فرعوني "مرصود" - أي عليه حارس مسحور - وأن هذا الحارس والذي يطلق عليه الرصد، كان غائبا عن كنزه ثم عاد واكتشف السطو، فراح يطارد السارقين بهذه الطريقة.
ويتخيل هؤلاء العامة ان هجوم "الطيور النارية" لن يتوقف إلا بإعادة المسروقات لمكانها بالكنز الفرعوني، وأن هذه الطيور يمكن أن تذهب إلى القاهرة أو أسوان وراء المسروقات.
حكاية الثور الضخم
وفي اطار تداعيات الشائعات بعد مذبحة عزبة شمس الدين، حكى البعض عن الثور الضخم الذي يحرس كنزا خلف تمثالي ممنون الشهيرين غرب الاقصر، والذي يظهر في الليالي المقمرة ويقولون إن الكثيرين حاولوا قتله أملا في الفوز بالكنز طوال العقود الماضية دون جدوى.
وهناك أيضا الحكاية الشهيرة لمقبرة الملك امنحتب الاول التي تؤكد بعض البرديات الفرعونية وجودها على بعد أمتار من الشرفة الثالثة بمعبد الملكة حتشبسوت.
وللعام الخامس على التوالي وكلما توصلت البعثة البولندية التي تبحث عن المقبرة إلى مدخل المقبرة ورؤية شواهد للسلم المؤدي إليها يختفي كل ذلك، و يصبح مجرد كتل صخرية، ويحلل العامة ذلك بوجود حارس عليها يحميها ويخفيها عن الانظار.
وقال أشخاص أن أناسا عديدين راحوا ضحية "الرصد" أو حارس الكنوز بعضهم مات وبعضهم يعيش مشلولا. وهناك الأسرة التي يعرف حكايتها كل أهالي الاقصر والذين تشتعل النيران بمسكنهم بشكل دائم، كما قتلت ابنتهم بذات المنزل الذي هجروه نتيجة مطاردة الرصد لهم بعد غياب احد التماثيل من كنز أسفل المنزل، وما أن ذهبوا للسكن في محافظة أسوان حتى فوجئوا بأن النيران تشتعل في مسكنهم الجديد.
وتزعم اسطورة هذا الرصد المنتشرة بالصعيد أنه جان يؤتي به ليشرب من دم طير أو حيوان يشكل على صورته فيما بعد وأنه يعيش ما بين ألف إلى ثلاثة آلاف عام.
وقد عرفت المقابر الفرعونية ما يسمى بنصوص اللعنة حيث يوجد في بعض المقابر نص يقول: "كل من يقترب من مقبرتي بسوء فسوف تلدغه العقارب والثعابين وسيلتهمه الحيوان (عاميت) وهو حيوان غريب خرافي الشكل مكون من رأس تمساح وجسد فرس نهر وأرجل أسد."
تحذير بالموت لمن يقترب
وقد وجدت عبارة منقوشة على مقبرة توت عنخ آمون تقول سيذبح الموت بجناحيه كل من يحاول أن يبدد أمن وسلام مرقد الفراعين".. وقد تلا اكتشاف تلك المقبرة سلسلة من الحوادث الغريبة التي بدأت بموت كثير من العمال القائمين بالبحث في المقبرة وهو ما حير العلماء والناس، وجعل الكثيرين يعتقدون بما سمي بـ"لعنة الفراعنة".
وفسر بعض العلماء لعنة الفراعنة بأنها تحدث نتيجة لتعرض الأشخاص الذين يفتحون المقابر الفرعونية لجرعة مكثفة من غاز الرادون وهو أحد الغازات المشعة.